اتخذ الإمام علي عليه السلام من الدعاء سلاحاً يواجه به هواجس النفس، وقد اشتهر عنه عليه السلام أنهُ (رجل دعاء)، وكان يقول عليه السلام: «ما أبرز عبد مدّ يده إلى الله العزيز الجبار إلا استحيا الله عزّ اسمه أن يردها صفراً حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء»، لقد انتهج عليه السلام في أدعيته نهجاً مبسطاً مما سهّل للجميع سلوكه والاقتداء به، فهو عليه السلام من الدعاة المشهورين لكثرة أدعيته وقدسيتها واهميتها، وقد امتازت أدعيته الشريفة بالبلاغة والرصانة مما نالت اهتمام الآخرين.
ومن أدعية الإمام علي عليه السلام الشهيرة الذائعة الصيت، دعاء كميل بن زياد رضي الله عنه، وقد نسب هذا الدعاء الشريف إلى كميل بن زياد رضي الله عنه، إذ يمتاز برقّة أُسلوبه واحتوائه على أروع صور التضرع والتذلل لله عزّ وجلّ، وهو مدرسة كبرى لما تضمن من دروس في التربية الذاتية.
وهذا الدعاء هو إملاء الإمام علي عليه السلام لتلميذه كميل بن زياد رضي الله عنه.